روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | ويحك أيا نفس أما تتعظي؟!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > ويحك أيا نفس أما تتعظي؟!


  ويحك أيا نفس أما تتعظي؟!
     عدد مرات المشاهدة: 2546        عدد مرات الإرسال: 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إنها لحظات تكون فيها لوحدك وأمامك جهاز الكمبيوتر، ثم تبدأ الخواطر، لتفتح بعض الصفحات التي تحتوي صورًا متنوعة أفلام، لحظات حب، وإذا بالصفحة تفتح لك لتؤدي لك الطلب، ثم تبدأ تنظر بعينك، وإذا بك ترى الأجساد شبه العارية، ثم تحاول الخروج من هذه الصفحة ولكن الهوى والنفس الأمارة والشيطان الذي يجري فيك مجرى الدم يرغمونك على البقاء فترة أطول....

ومن حسن حظك أن تجد روابط في نفس الصفحة لصور أجمل ولحظات أمتع..

ثم لا تشعر بنفسك إلا وأنت مستجيب لها.. وهكذا تمر الدقائق بل والساعات وأنت تتقلب من صورة إلى أخرى.

أخي... أختي! إن هذا المشهد يتكرر دائمًا عند بعض الإخوة والأخوات، ولهم أهمس بهذه الهمسات.

إن صحت الخلوة بهذه الصور والمشاهد فلتعلموا أن الله معكم: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14]، {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}.

إن العين تشهد يوم القيامة بما رأت {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

فما هو شعورك حينها؟

أما تخشى من لحظة الموت أن ترد عليك وأنت تتمتع بهذه الصور {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.

وإنها لكارثة حينما يكون أجلك في مشاهدة تلك الصور.

إن العين تحفظ الصورة في قلبك، وهذا القلب الذي محط نظر الرب يحرم عليك أن تملأه بالصور بل املأه بحب الرب والشوق إليه.

أنسيت أن لك قبرًا ستدخل فيه لوحدك، عفوًّا بل مع عملك، فيا ترى هل تحب أن ترافقك تلك الصور إلى قبرك، وحينها كيف سيكون الحال؟

إن هذه الصور طريق لإثارة الشهوة لديك، والإسلام حمى تلك الشهوة من الإثارة لتبقى في ديوان العفاف ولا تنحرف إلى الفواحش ورب شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلًا.

وهذه الصور إنما هي لحظات ابتلاء لك هل تصرف بصرك عنها أم أنك تبحث عن غيرها وعن أجمل منها لكي تسبح في بحر الحب والجمال والتفكير الدائم فيها.

وهذه الصور تجعل قلبك أسيرًا لها عاشقًا لها، وهذا الأسر حقيقي ووراءه من الويلات والأسى ما لا يعلمه إلا من جربه.

وكنت متى أرسلت طرفك رائدًا *** لقلبك يومًا أتعبتك المناظر

رأيت الذي لا كله أنت قادر *** عليه ولا عن بعضه أنت صابر

- وهذه النظرات تعرضك لعقوبة الرب الجبار، وما يدريك لعل نظرة أسقطتك من عين الله تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.

وأمامك نار تلظى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى}.

فلا تتعرض للعذاب فلن تصبر على سموم النار فضلًا عن عذابها وزقومها.

والحديث ذو شجون والإنترنت والمقاهي تجمع الكثير، ولكن الرب بصير، والموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل.

فاختر عملًا تُحب أن يرافقك.

المصدر: موقع المنبر العلمي.